
بقلم : شذي عبدالله طه زين الدين
مع بداية العام الدراسي الجديد، يقيف السودان على أعتاب مرحلة مختلفة، مليانة تحديات قاسية وظروف ما سهلة. الحرب الدائرة قلبت الموازين، فرّقت الناس بين نازح ولاجئ، وأثّرت على حياة كل أسرة، ما خلت بيت إلا وطرقت بابه. أضف لي دا الأمراض البقت منتشرة زي الملاريا وحمى الضنك، والضغوط الاقتصادية الخانقة، وكلها عوامل بتخلي الواقع مُر وصعب.
لكن، وسط كل دا، يظل التعليم هو الأمل الباقي. هو الحبل الممدود بين حاضر مرتبك ومستقبل أفضل. هو السلاح الوحيد الممكن يضمن لبلدنا بكرة مختلف.
انطلاقة العام الدراسي الحالي ما مجرد بداية تقليدية، بل هي رسالة صمود: إنو السودانيين لسه متمسكين بحقهم في التعلم، وإنو مهما اشتدت الأزمات، الحلم ببناء وطن أفضل ما بيتكسر. عشان كدا، بجدارة ممكن نطلق على العام دا عام التحدي.
التحدي دا ما محصور في الطلاب والمعلمين بس، هو مسؤولية جماعية. الحكومة لازم توفر أدنى مقومات الاستقرار، الأسر محتاجة تكون سند ومعين لأولادها، والمجتمع المدني لازم يلعب دورو في سد الثغرات. الكل مطلوب منه وقفة قوية، لأن التعليم في اللحظة دي ما رفاهية، بل ضرورة وواجب وطني.
وبرغم الظروف، في جانب مضيء ما بنقدر نتجاهلو. آلاف السودانيين اضطروا يهاجروا بعد الحرب، وتوزعوا في دول عربية وأجنبية. هناك، ظهرت مبادرات ومراكز تعليمية أسسها سودانيون بجهود ذاتية، صارت سند حقيقي للتلاميذ وأولياء الأمور، عشان يستمر التعليم وما يتوقف.
وفي نفس الطريق دا، أصحاب مدارس خاصة كانوا في السودان ما وقفوا مكتوفين الأيدي. حوّلوا خبرتهم وجهدهم لمنصات تعليمية على الإنترنت، بعضهم فتح أبواب العلم دي مجاناً كواجب وطني وإحساس بالمسؤولية، وبعضهم قدّمها باشتراكات مدفوعة عشان يقدروا يواصلوا ويغطوا تكاليف التشغيل. في الحالتين، الخطوة دي خلقت فصول دراسية افتراضية، وخلّت العلم يوصل للطلاب في أي مكان، متجاوزين بيهو حدود الحرب والدمار.
وهنا لازم نقيف ونشكر الدول المضيفة الفتحت أبوابها، واحتضنت أبناء السودان، وأتاحت ليهم فرص يواصلوا مسيرتهم. الشكر دا واجب، لأنو في لحظة ضيق، التضامن دا بيفرق كتير.
المعلمين داخل السودان وخارجه هم خط الدفاع الأول عن مستقبل البلد، والطلاب هم الأبطال البواجهوا الظروف دي بإصرار وعزيمة.
العام الدراسي الجديد يمكن يكون صعب، لكنو في نفس الوقت فرصة نثبت فيها للعالم إنو السودانيين ما بينكسروا. عام نعيد فيه الثقة في قدراتنا، ونتمسك فيه بالأمل، ونمشي بخطوات ثابتة نحو مستقبل أكثر إشراقاً.
# أبطال-عام- التحدي-
#نحو-وطن- يتعلم-رغم الألم.